المتحف المصري الكبير
في خضم الأحداث الحالية الجارية في المنطقة، نود أن نوجة كل تحية وتقدير إلي قائد وطننا عزيز مصر علي نظرتة الثاقبة المستقبلية منذ أكثر من عقد من الزمان، ورؤيتة الصحيحة في تحديث قدرات القوات المسلحة المصرية، وسعيه الدؤوب الي رفعة هذا الوطن وعلو شأنه، وموقفة الثابت تجاه قضايا المنطقة بضرورة الإلتزام بالسلام العادل لتحقيق أمن الشعوب، ونسأل المولي عز وجل أن يحفظ قائدنا وجيشنا وأمتنا ومصرنا العزيزة من كل مكروه وشر.
عندما كان وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني في معهد العالم العربي بباريس، إستفزة صديق إيطالي بقوله ساخرًا: ماذا ستفعلون في المخزن الذي عندكم؟ وكان يقصد متحف التحرير المكتظ بالآثار، والحقيقة أنه في كل مرة كان الفنان فاروق يزور فيها المتحف، يصيبه صداع من الزحام والظلمة، وكان يبحث عن حل، ولكن سؤال صديقة الساخر فجّر الفكرة في رأسه. فقال له: سننشئ أكبر متحف للآثار في العالم».
وتفاجأ الفنان حسني بعرض من صديقة للتواصل مع رئيس وزراء بلاده لدعم المشروع، وعاد إلى القاهرة وعرض الأمر على الرئيس الراحل مبارك، الذي سأله عن التمويل، فأخبره بإمكانية الحصول عليه من دول مانحة مثل إيطاليا، فرحب بالفكرة، وطلب البدء في التنفيذ فورًا، رجل إستفزته عبارة وأدت غيرته علي آثار بلده الي الإقدام علي عمل جميل وتضمن إختيار مكان المتحف، ووضع التصميمات، وبناء المرحلة الأولى والثانية، فتحية تقدير الي الفنان الجميل فاروق حسني.
ويُحسب للإدارة الحالية في عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي إستكمال هذا المشروع العملاق، والإستجابة لرسالة أرسلها الفنان للرئيس بإعطاء هذا المشروع أولوية. وقد استجاب السيد الرئيس للرسالة بعد زيارة قام بها للمنطقة، وأضافت الإدارة الحالية للتخطيط السابق تطويرًا كبيراً في الطرق المحيطة به وللمنطقة بأسرها لتسهيل الوصول، وتضمنت إعادة تخطيط للمنطقة وإنشاء مطار دولي، وتشجيع المستثمرين علي إنشاء فنادق ومنتجعات سياحية لخدمة الوافدين لزيارة هذا الموقع التاريخي العظيم، والذي يشمل أهرامات الجيزة أحد عجائب الدنيا السبع.
نفخر بوجود أقسام متعددة داخل المتحف تشتمل علي قاعات لترميم الآثار، وقاعات عرض، ومكتبة للقراءة والأبحاث والعلوم، وهي تعد من أحدث ماوصلت إليه العلوم الحديثة في علم المصريات.
ولأول مرة في تاريخ مصر المعاصر سيتم عرض المجموعة الخاصة بالفرعون الصغير “توت عنخ آمون” كاملة وهي تتكون من حوالي خمسة آلاف قطعة فريدة تم جمعها من كل من “وادي الملوك”، “متحف الأقصر”، “متحف أسوان”، “المتحف المصري بالتحرير” ليتم عرضها بأسلوب علمي حديث ومبهر يعبر عن حضارة مصر الفرعونية القديمة، إضافة الي الآلاف من القطع النادرة الأخري.
نتطلع الي رؤية إعجاز غير مسبوق يحتسب الي الدولة المصرية خلال إحتفالية إفتتاح المتحف المصري الكبير تكون مشرفة للدولة المصرية خلال الفترة من 3 يوليو 2025 الي 6 يوليو 2025، كما يعد إختيار تاريخ الإفتتاح إشارة للجميع بأثر هذا التاريخ علي الإنجازات التي تحققها الدولة المصرية منذ عام 2013 إلي مستقبل مشرق تحت قيادة قوية وحكيمة نحو الجمهورية الجديدة.